dimanche 26 février 2012

كان وجوده أحلى


كانت هناك جالسة تحتضن ابنتها الصغيرة، تلك الهرة المشاكسة ذات العيناوين إلمفتوحاتين الواسعتين، لا أصدق حتى هذا إليوم كيف صارت أما وانجبت أحلى طفلتين، على نفس هذه الأريكة أين احتفلت مع أعز وأطيب الناس بنجاحها في ختام الثانوية في نفس السنة مع أخيها ، كعادته في كرمه و سخائه وطيبته الفطرية النادرة ذبح لهما أطيب الناس أبوهما كبشا ليوفي به نذره لله ويشكره
 أحمدك ربي على نعم الأب ، كان قد إشترى قاعة الجلوس هذه وهو يردد هذه الكلمات " ستكون قاعة إستقبال يوم خطبة البنات يوم افتخر بأن لي اميرتين غاليتين وصالحتين "  فإذا بها دموع تترقرق دون إستشارة من عيني هذه الأم الممسكة بصغيرتها فوق الأريكة وهي تعجز عن النظر لأختها المتلألئة والمبتهجة في حلتها الأميرية محاطة بالأهل والأحباب ، كان يومها مفرحاً ومبهجاً ، لقد قبلوها لتدرس في الجمعية القرأنية في نفس إليوم الذي تحتفل فيه بخطبتها على شابٍ تقي صالحٍ مواظبٍ على صلاته .اللهم بارك لهما  و أجمعهما  في  الخير و أرزقهما الذرية الصالحة .
كانت دموع أختي تنهمر فوق خديها المحمرين وخفت أن ترى أختي الصغرى دموعها فتبكي وتفسد فرحتها تمالكت نفسي كما كنت أتظاهر دوما بأني قويٌ و متماسك وانتشلت ابنتها من يديها وطلبت منها الخروج لغسل وجهها  مع أني كنت قد انهرت فعلا كانت دموع أختي تصب الحمم في عيناي وفي صدري ، جعلت الاعب الطفلة لكي لا أبكي أروح وأرجع إلى الغرفة مجاهداً نفسي ، لو كان بوسعي لأهديت عمري لأبي كي يحضر هذه إلساعة ، ويزهو ويفرح بأميرته المنيرة والمشعة ، إلاهي قد ضاق صدري و ضعفت وكنت من الظالمين إلاهي ارزقني الصبر  وأخلف  علي خيراً منه ،
ما عدت قادراً على الكلام أكثر  فماء عيناي حجب عني الكتابة ، لكني رغم حزني سعيد وفرح لفرح أختي ، فكما بنت أختها  حياةً جديدةً في عائلةٍ دافئة وسعيدة هاهي تشدو لكي تكون بدورها فيضاً لحنان عائلةٍ أخرى .
رغم أنها تزيد في عذاب فراقها أكثر
.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire