lundi 4 juin 2012

أحلى العطايا


مررت بشجرة  خضراء متشعبة
و  أوتني ظلال منها متفرعةٌ
وجاء صديقي  بخطوات متعثرةٍ
وقطف ثمرتها ليهديها لأياد متشكرةٍ
ثم يسقيني بمياه مترقرقةٍ
لأتنعم بنسمات  مترنمة
فلولا الصديق ماكانت الشجرة مخضرةً
ولولا ماؤه ماكانت ثمرتها متوهجةٍ
ولولا ثباتها وتشبذها بتربةٍ غنية متأصلةٍ 
ما كنت لأنعم بظلالها ونسماتها المهدئة 


واصلت طريقي نحو مراعٍ متزينةٍ
لألتقي برجلٍ كانت الخلق بمهنته متشرفة 
راعٍ على شياه ممتنة ومتشبثةٍ
بعهدٍ مع سيدها وخادمها متمسكةٍ
استطالت يداه متبشرة مهللةٍ
لتهديني حليب شات مشبعةٍ مترنحةٍ
وقبل رحيلي يناديني بكلماتٍ مرتعشة
ويدفع إلي بحمل شاته المحبذة المقربة 
فلولا الراعي  ماكانت حليبها ملذذة
ولولا حمايته من الذئاب ما كانت حملها مدججة
ولولا عرفانها ماكان هروبها معسرا
  

هو الجواهري من صادفت في متجرته الموقرة
في نهاية رحلةٍ مضنيةٍ مرهقة محطمة
تفنن في النقش على الياقوت والحلي المرصعة
كأنما وقار لحيته يلهمه للروعة المتألقة
و ايات  كتاب الله دوما لاوقات راحته متصدرة
يناجي الله بركةً في رزقه المحللة
يرمي إلي بياقوتةٍ نادرةٍ وعيناه محمرةٌ
ويجتهد في حفظها في سرةٍ مسودةٍ 
كي لا يؤذي برؤيتها العين الفقيرة القاصرة المفتنة
ولا ينال منها ذوو الأنياب الباطشة المستبدة
فلولا الياقوتي ماكان للأحجار بريقٌ مشعة
ولولا تقاته ماكانت تحفه مباركة مبجلة
ولولا تحفظه ما كانت الجواهر نادرةً مميزة



عدوت لفرحي و اصطدمت بحكمة شيخٍ منورة
أفق يا بني من حلم ليلةٍ مطولة
قلت صدقت معلمي فما عاد في الزمن عطايا مسلمة
فهل لك بتفسير حلم معطر مجمل
بني هذا هو زمن العطايا فطوبى للمتصدق
فأما الفلاح فهو رب الشجرة و العائلة المتأصلة
ومنها أهداك أحلى ما عنده بخطوات متعثرة
سقيت بمياه الأخلاق الحميدة والتربية الحسنة
وهبت عليها نسمات أصالة متجذرة
وأما الراعي فكلنا راع لاهلنا وذريتنا المتسلسلة
وبعمل أنبياء الله نفتخر ونتشرف
إن صلح الراعي صلح قطيعه المدلل
وطاب خيره وصرت له متنعم
ليقودك مسيرك إلى أغلى هداياك المزينة
ياقوتة محجبة في ثوبها الأسود المطهر
أشبعت بإتقان معلم عالمٍ بدينه متعلم
هي الثالثة في حديث نبينا المكرم
ذات الدين ذات إلبركة والبغية المرجوة
من عبادات وطاعة  وتفان وتقوة وتقرب
هي الباءة يا بني فعليك بها وتحمس
فلا تحودن على طريقٍ مقدسٍ محللٍ


اللهم ارزقنا الزوجات الصالحات