mardi 21 août 2012

ليلة وصالٍ مع خليليا (أسأل الله ألا يعيدها أبدا )

القيت نفسي في بئر  الظلمات وعرفت  أني هالك
اطلقت خطواتي في  الصحراء وعرفت أني فيها تائه 
هويت من أعلى الجبال وأيقنت أني إلى قعر واده ساقط
جمدت دمي في عروقي وحسبت اني من الإحساس ميت 
غرست ألف سكين في صدري وعلمت أن ألمي غير زائل
شربت ريق الأفاعي وأدركت أني لست به شافيا
وهبت أشلائي لسباع البراري فلم تزد شيئاً في  دائي
عاشرت ظلمة القبور ولم يحن أجلي لأكون إليه لاجئا
هرمت في صغري ولم يكن لي الشيب راحما

لم كم وددت أن أجد في البئر القاحلة خيطاً ناجيا
أو  كانت لي دببة النجوم في السماء مرشداً مؤنسا
أو كان في أسفل الوادي ماء ذي حضن منقذٍ دافئ
أو تفيض دمائي حمما  وكان لي الشوق حارقا
أو يكون وفاء الصديق واهتمامه  درعا حاميا
أو يكف عني سم الزواحف دعاء أم حنون عاطفه
أو تلين قلوب الأسود وتكون لجسدي البائس صاحبا
أو يسعد نعشي بقدومي إلى جوفه   طائعا راضيا
أو يعود إلي الصبا و أصبح عن  همومي مدبراً غافلا

سمع بكائي خليلي وكانا إلى جانبي دائما
فإسترجعت أنفاسي وأديت اليهما طلباً عاجلاً
هل لنا أن نضحك ونزهو ونمرح  إبتهاجاً وفرحا
ونسكر بنخب رفقتنا ونزيد ليلتنا نشوة و  سمرا
فارتد عني أولهما و قال:لقد أصبتني سوءا وكرها
ويحك أما علمت أني أنا الحزن ضللت حذوك قابعا 
وتود أن تكون لعشرتي ومحبيتي وكرمي عليك ناكرا
وصاح الايسر : أما علمت أني اليأس إلى يسارك قاعد
فلا تحلمن يوماً بالسعادة و البعد عني هاربا تاركا
أنا مصيرك وطريقك ومرشدك إلا خلاصك فصبرا طيبا
فالموت صاحبي والألم جندي والعزلة موطني والعذاب مرافقا
سكنت خجلاً وخوفا ولم استطع حراكاً ولا رفضا
وشربت من علقم المدام حتى صار سكري نواحا

اللهم سلم سلم سلم لعبد قنط جهلا وضعفا
وخفف عني كربي وتيهي وركودي يأساً وتقصيرا
وأنر قلبي بإيمانك وتوحيدك ودعائك تعظيما وتبجيلاً

2 commentaires:

  1. قال عز وجل: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ {البقرة: 186}

    لا تقنط من رحمة الله، و تفاءل ، فإن مع اليسر يسرا :)

    RépondreSupprimer
  2. ونعم بالله، شكراً أخي

    لحظات يأس أسأل الله أن تكون عابرة وألا يعيدها على عباده أبدا

    RépondreSupprimer